تراجعت أسعار معادن البطاريات مثل الليثيوم والنيكل والكوبالت بنسب 80% و30% و25% على الترتيب خلال العام الماضي.
وكذلك تسير البطاريات التي تصنع من تلك المعادن في نفس الاتجاه، إذ يتوقع مصرف “غولدمان ساكس” انخفاضاً بنسبة 40% في سعر الوحدة بين عامي 2023 و2025، ما يدفع متوسط الأسعار العالمية دون مستوى 100 دولار لكل كيلوواط/ساعة بكثير.
هذا هو المستوى الذي طالما اعتبرته شركات صناعة السيارات معادلاً لنقطة التفرد التكنولوجي، وهي النقطة التي يعتقد فيها منظرو الذكاء الاصطناعي أن الآلات ستتولى زمام الأمور بلا رجعة.
وبفضل المتوسط العالمي الذي يقل عن 100 دولار لكل كيلوواط في الساعة، ستصبح السيارات الكهربائية أرخص من نظيراتها التي تعمل بالبترول، سواء من حيث تكلفة شرائها أو تشغيلها.
إن عصر المركبات التقليدية التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي يشرف على نهايته.
نجاح بارز
وصلت الصين فعلاً إلى ذلك المستقبل، إذ إن 6 من أعلى 10 سيارات مبيعاً في البلاد كانت سيارات كهربائية في فبراير الماضي. ويتوقع وانغ تشوانفو، الرئيس التنفيذي لشركة “بي واي دي” الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية في السوق، أن تكون نصف السيارات المباعة بحلول منتصف العام إما كهربائية بالكامل أو هجينة تعمل بالكهرباء.
وقد تندفع إلى رفض تلك التوقعات معتقداً أنها تنطوي على المبالغة المعتادة في حديث مسؤول تنفيذي بالشركة، لكن جمعية سيارات الركاب الصينية، وهي إحدى منظمات القطاع، تتوقع أن تستحوذ هذه السيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة ما يقرب فعلاً من 46% من مبيعات السيارات هذا الشهر.
تؤكد نتائج “بي واي دي” السنوية يوم الثلاثاء مدى صلابة وقوة هذا التحول. من البديهي في البلدان الأخرى أنه من المستحيل تحقيق أرباح من بيع السيارات الكهربائية، لكن رغم إلغاء الصين الحوافز الخاصة بدعم شراء السيارات الكهربائية في عام 2022، بلغ صافي دخل “بي واي دي” 30.04 مليار يوان (4.16 مليار دولار)، مرتفعاً بنسبة 80% عن العام السابق، ما يعني أن الأرباح تنمو بوتيرة أسرع من زيادة حجم المبيعات التي بلغت نسبتها 60% .
لم يحدث ذلك أيضاً في سوق مريحة تقل فيها المنافسة، إذ إن موجات خفض الأسعار العنيفة خلال العام الماضي جعلت من سوق السيارات في الصين أشبه بساحة للمعارك الشرسة، حيث تضطر السيارات التقليدية اضطراراً إلى الخروج وإفساح المجال لمجموعة هائلة من طرازات السيارات الكهربائية الأرخص سعراً والأكثر جاذبية وإثارة، حتى مع احتفاظ “بي واي دي” بهوامش أرباح ثابتة ربما تبلغ نحو ألف دولار في كل سيارة.
حرب الأسعار
يعتبر شهر مارس تقليدياً موسم الذروة لصناعة السيارات في الصين، حيث يعود المستهلكون بعد فترة هدوء عقب السنة القمرية الجديدة، ويحددون معدلات أداء السوق خلال العام.
ومع تراجع أسعار البطاريات التي تعد بخفض التكاليف، تستعد شركات صناعة السيارات الكهربائية للانقضاض وتخفيض الأسعار إلى درجة لن تستطيع السيارات التقليدية مواكبتها.
شركات السيارات الأوروبية تدرس تحركات “غير مسبوقة” لمواجهة أزمة وجودية
تباع سيارة “سيغل” من “بي واي دي”، المزودة ببطارية مدمجة، والتي لا يُتوقع طرحها في العديد من الأسواق الخارجية، الآن بأقل من 10 آلاف دولار، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ نيوز” هذا الأسبوع.
أما السيارة “تشين بلاس” (Qin Plus)، وهي سيارة سيدان هجينة تعمل بالكهرباء وتتمتع بمواصفات تنافس سيارات السيدان السائدة في السوق، فلا يكاد سعرها يتجاوز 11 آلاف دولار.