يتقلص عدد المشترين لسيارات Tesla الكهربائية في الولايات المتحدة، وفقاً لمسح أجرته شركة معلومات السوق Caliber، والذي عزا الانخفاض جزئياً إلى الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بكونه الشخصية التي تستقطب نجاح أو فشل الشركة.
وبينما واصلت شركة Tesla تحقيق نمو قوي في المبيعات العام الماضي، مدعومة بالتخفيضات الكبيرة في الأسعار.
ومن المتوقع أن تعلن شركة تصنيع السيارات الكهربائية عن مبيعات ربع سنوية ضعيفة في وقت مبكر من يوم الثلاثاء.
وانخفضت “درجة الاهتمام” التي وضعتها شركة Caliber لشركة تسلا، والتي أعطتها حصرياً لوكالة رويترز، إلى 31% في فبراير/ شباط، أي أقل من نصف أعلى مستوى لها عند 70% في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 عندما بدأت في تتبع اهتمام المستهلكين بالعلامة التجارية.
وانخفضت درجة الاهتمام لشركة تسلا بنسبة 8 نقاط مئوية عن شهر يناير/ كانون الثاني وحده، حتى مع ارتفاع درجات تصنيف شركة كاليبر لمرسيدس وبي إم دبليو وأودي، التي تنتج الغاز وكذلك نماذج السيارات الكهربائية، خلال الفترة نفسها، حيث وصلت إلى 44-47%.
ألقى ماسك في الماضي باللوم على أسعار الفائدة المرتفعة في الحد من طلب المستهلكين على السلع باهظة الثمن مثل السيارات، لكن شركة Caliber استشهدت بالربط القوي بين سمعة Tesla وسمعة ماسك في النتائج.
أصبح سهم Tesla هو الأسوأ أداءً في مؤشر ستاندرد آند بوزر 500 خلال 2024، إذ تراجع 29% منذ بداية العام الجاري.
وتزامن مع تراجع سهم شركة السيارات الكهربائية، أفضل أداء لربع سنوي أول لمؤشر ستاندرد آند بوزر 500 منذ 5 سنوات، مع تسجيل المؤشرات الأميركية الثلاثة مستويات قياسية.
وجاء تراجع أداء سهم الشركة التي يديرها إيلون ماسك وسط تعديلات المستثمرين والمحللين على السواء توقعات النمو لـTesla.
وجاءت نتائج أعمال الشركة في تقرير يناير/ كانون الثاني دون التوقعات، وسط تراجع صافي الأرباح بنحو 40% على أساس سنوي.
كما أن المحللين يتوقعون المزيد من الأداء السلبي للشركة التي يديرها ماسك في الربع الأول الجاري.
تراجع المبيعات
وقال شاهار الرئيس التنفيذي لشركة كاليبر، سيلبيرشاتز، لرويترز: “من المحتمل جداً أن يساهم ماسك نفسه في انهيار السمعة”.
مضيفاً أن الاستطلاع الذي أجرته شركته يظهر أن 83% من الأميركيين يربطون ماسك بشركة Tesla.
وتحدثت رويترز إلى خمسة خبراء في التسويق واستطلاعات الرأي والسيارات قالوا إن الجدل الدائر حول سياسات ماسك اليمينية المتزايدة وتصريحاته العامة تؤثر على علامة تسلا التجارية والطلب عليها.
من جانبه، قال أستاذ التسويق في كلية كيلوج للإدارة بجامعة نورث وسترن تيم كالكينز: “من الصعب بما فيه الكفاية الفوز بالمبيعات دون الدخول في السياسة”.
كما أشار محللو وول ستريت إلى المخاوف الاقتصادية والافتقار إلى نماذج جديدة بأسعار معقولة والمنافسة المتزايدة من المنافسين الأرخص مثل شركة BYD الصينية باعتبارها ضغطاً على شركة Tesla.
من المتوقع أن ترتفع إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة بنسبة 15% في الربع الأول من هذا العام، وفقاً لتقديرات الباحث كوكس أوتوموتيف.
ومن المتوقع أن ترتفع مبيعات تسلا بنسبة 3%.
وقالت محللة كوكس، ستيفاني فالديز ستريتي، خلال مؤتمر عبر الهاتف يوم الخميس: “إن تباطؤ السيارات الكهربائية يتشكل ليكون تباطؤاً في شركة تسلا”.
لعنة السياسة
في السنوات الأخيرة، أثار الملياردير الجدل بتعليقاته وأفعاله، وحلّت مواقفه السياسية “لعنةً” على نجاحه الاقتصادي.
وثارت النقمة ضده جراء تدخله في القضايا السياسية، بما في ذلك احتضانه للحزب الجمهوري وتأييده للتعليقات المعادية للسامية على X، في وقت نفى ماسك كونه معادياً للسامية.
عندما سأله أحد المستثمرين خلال مكالمة جماعية في يناير/ كانون الثاني 2023 عما إذا كانت تعليقاته السياسية تضر بعلامة Tesla التجارية ومبيعاتها.
وقال ماسك إنه يتمتع “بشعبية معقولة”، في إشارة إلى متابعيه البالغ عددهم 127 مليوناً على X.
“سواء كنت تكرهني، مثلي أو كنت غير مبال، هل تريد أفضل سيارة، أم لا تريد أفضل سيارة؟” قال ماسك في حدث آخر في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وجدت شركة استشارات تقييم العلامة التجارية Brand Finance أن سمعة تسلا تراجعت في عام 2023 في الولايات المتحدة وهولندا وفرنسا والمملكة المتحدة وأستراليا.
إلى ذلك لم تتضرر سمعة Tesla في الصين، حيث ربما كان الوصول إلى الأخبار المتعلقة بالشركة ورئيسها التنفيذي محدوداً، وكذلك في ألمانيا.
في الولايات المتحدة، وجد استطلاع أجرته شركة تحليلات المستهلكين Civic Science حصرياً لرويترز أن 42% من المشاركين لديهم وجهة نظر سلبية تجاه Musk في فبراير/ شباط، ارتفاعاً من 34% في أبريل/ نيسان 2022 عندما كشف ماسك عن حصته في Twitter.