المنصة الاقتصادية العربية

تقترب العقود الآجلة للذهب من تحقيق ارتفاعات قياسية مرة أخرى، حيث يرتفع سعر الذهب على الرغم من استقرار الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة.

تشير منصات شركات تداول الذهب إلى أن أسعار الذهب تجد دعماً من توقعات سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي والطلب المتزايد من الصين.

ورغم الارتفاع المستمر في أسعار الذهب والفضة، فإنهما قد يستعدان للتراجع كونهما في منطقة ذروة الشراء.

أداء الذهب والفضة في الأسواق

ارتفع سعر الذهب إلى مستوى المقاومة 2422 دولار للأوقية قبل أن يستقر حول 2414 دولار للأوقية، محققًا مكاسب أسبوعية بنسبة 2%، ليضيف إلى مكاسبه السنوية التي بلغت حوالي 17%.

أما الفضة، فقد وصلت أسعارها إلى أعلى مستوى لها منذ ثلاث سنوات، حيث ارتفعت عقودها الآجلة إلى 31.295 دولار للأوقية، محققة زيادة أسبوعية قدرها 10.2% وارتفاعاً بأكثر من 30% منذ بداية العام.

 تأثير تقارير التضخم على الأسواق المالية

تجاهلت الأسواق المالية تقارير التضخم المختلفة وركزت على تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي الرئيسي (CPI)، الذي أظهر تراجعاً في التضخم.

في المقابل، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين وأسعار الواردات والصادرات أعلى من توقعات الاقتصاديين.

هذا التراجع في مؤشر أسعار المستهلك دفع المستثمرين للمراهنة على أن البنك المركزي الأمريكي سيصبح أكثر ثقة بشأن خفض أسعار الفائدة، حيث يتوقع المتداولون تخفيضين في أسعار الفائدة بدءًا من سبتمبر.

 الطلب الأجنبي على الذهب وتأثيره على الأسعار

يرتفع سعر الذهب نتيجة تعزيز الطلب الأجنبي، خصوصاً من الصين والبنوك المركزية، التي تستحوذ على كميات هائلة من المعدن الثمين.

كان الطلب المتزايد من الصين  له دور كبير في ارتفاع أسعار الذهب في الأشهر الأخيرة.

ومع ارتفاع الأسعار، تنتظر السوق لمعرفة ما إذا كانت البنوك المركزية ستبطئ من عمليات الشراء نتيجة لهذه الأسعار المرتفعة.

تأثير عوائد سندات الخزانة واستقرار الدولار الأمريكي

بالرغم من أن عوائد سندات الخزانة الأمريكية كانت في معظمها مرتفعة، حيث ارتفع العائد على السندات لعشر سنوات إلى 4.422٪ والعائد على السندات لمدة عامين إلى 4.825٪، إلا أن هذه الزيادة لم تؤثر سلباً على أسعار الذهب بنهاية تداولات الأسبوع الماضي.

كما استقر مؤشر الدولار الأمريكي عند مستوى 104.50 تقريباً، مما أثر سلباً على الدولار بصفة عامة، حيث شهد خسارة أسبوعية بنسبة 0.8٪، قلصت من مكاسبه منذ بداية العام.

 أداء مؤشرات الأسهم الأمريكية

أضاف مؤشر داو جونز 135 نقطة ليغلق عند مستوى قياسي جديد عند 40003، وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.1٪.

وأنهى مؤشر ناسداك التداولات على انخفاض طفيف.

يراقب المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية والتصريحات الصادرة عن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

 توقعات سعر الذهب

تراجع الدولار الأمريكي سيمنح سعر الذهب الفرصة للتحرك نحو مستويات قياسية جديدة. الأهداف القادمة تشمل مستويات 2430 و2465 وصولاً إلى القمة التاريخية عند 2500 دولار للأوقية، وذلك يتطلب استمرار ضعف الدولار وزيادة التوترات الجيوسياسية العالمية وارتفاع مشتريات البنوك المركزية من الذهب. في الوقت الحالي، لا يزال الشراء من كل مستوى هبوطي خياراً مفضلاً للمستثمرين.

بالتزامن مع هذه التغيرات، يظل الذهب ملاذًا آمنًا يعكس قلق الأسواق من الأوضاع الاقتصادية والتوترات العالمية، مما يعزز دوره كملاذ استثماري موثوق.

شاركها.