المنصة الاقتصادية العربية

في ظل تصاعد الضغوط الغربية من خلال العقوبات، يعمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تعزيز نفوذ بلاده في دول آسيا الوسطى.

أعلن بوتين خلال زيارة رسمية إلى طشقند، عاصمة أوزبكستان، عن زيادة كبيرة في إمدادات الغاز الروسي إلى البلاد.

بالإضافة إلى جانب خطط لبناء محطات للطاقة النووية منخفضة القوة.

تأتي هذه التحركات في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية توترات متزايدة، خصوصاً بعد الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

زيادة إمدادات الغاز إلى أوزبكستان

خلال لقائه بنظيره الأوزبكي شوكت ميرزيوييف، أكد بوتين أن روسيا تعمل على زيادة كميات ضخ الغاز إلى أوزبكستان إلى 11 مليار متر مكعب سنوياً اعتباراً من العام المقبل.

يعتبر هذا الإعلان جزءاً من استراتيجية موسكو لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول آسيا الوسطى، حيث تُعَد روسيا لاعباً رئيسياً في المنطقة على المستويين الاقتصادي والعسكري.

 ترسيخ الوجود الروسي في آسيا الوسطى

منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022، يواصل بوتين التواصل مع زعماء الجمهوريات السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى، والتي تبدي حياداً دبلوماسياً في النزاع الأوكراني.

تسعى روسيا إلى ترسيخ وجودها في المنطقة من خلال مشاريع كبرى للطاقة، نظراً لما تواجهه هذه الدول من عجز مستمر في الطاقة رغم مواردها الهائلة من الغاز والنفط.

مشاريع الطاقة النووية

أعلن الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف أن روسيا ستبني محطة صغيرة للطاقة النووية في أوزبكستان، في أول مشروع من نوعه في آسيا الوسطى منذ حقبة الاتحاد السوفيتي.

سيظهر هذا المشروع، في حال تنفيذه، قدرة روسيا على تصدير الطاقة والمنتجات التكنولوجية المتقدمة إلى أسواق جديدة في آسيا.

وفقاً لوثائق نشرها الكرملين، ستقوم شركة “روساتوم” النووية الحكومية الروسية ببناء نحو ستة مفاعلات نووية بقدرة 55 ميغاوات لكل منها في أوزبكستان.

لا توجد محطات للطاقة النووية في أي من جمهوريات آسيا الوسطى الخمس السوفيتية السابقة، رغم أن أوزبكستان وجارتها قازاخستان تقولان منذ فترة طويلة إن اقتصاديهما الناميين بحاجة إلى هذه المحطات.

 الاستثمارات الروسية في أوزبكستان

خلال زيارته إلى طشقند، أعلن بوتين أن روسيا ستضع 400 مليون دولار في صندوق استثمار مشترك بقيمة 500 مليون دولار لتمويل مشروعات في أوزبكستان.

هذا الاستثمار يعكس التزام موسكو بتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع شريكتها في آسيا الوسطى.

تعزيز الشراكة الاستراتيجية

وصف ميرضيائيف زيارة بوتين بأنها “تاريخية”، مشيراً إلى أنها تبشر ببداية عصر جديد في الشراكة الاستراتيجية الشاملة وعلاقات التحالف بين البلدين.

من جانبه، وصف بوتين طشقند بأنها “الشريك الاستراتيجي والحليف الموثوق به” لموسكو، مما يعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

شاركها.