المنصة الاقتصادية العربية

استقرت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء مع انتهاج المستثمرين نهجًا حذرًا قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية الهامة التي قد توفر مزيدًا من المؤشرات حول مسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

وظل سعر الذهب في المعاملات الفورية دون تغيير عند 2351.39 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0110 بتوقيت جرينتش، بعد أن ارتفع بنسبة 1% في الجلسة السابقة.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.8% لتصل إلى 2352.30 دولار.

يترقب المستثمرون تقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة لشهر أبريل، والمقرر صدوره يوم الجمعة.

هذا المؤشر يعد مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ومن المتوقع أن يلعب دورًا كبيرًا في توجيه قرارات السياسة النقدية المستقبلية.

تشير توقعات المتداولين إلى تزايد احتمالات قيام البنك المركزي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة أكثر من مرة خلال عام 2024.

ووفقًا لخدمة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “سي.إم.إي”، فإن هناك فرصة تبلغ حوالي 63% لخفض أسعار الفائدة بحلول نوفمبر القادم.

من المعروف أن الذهب يُستخدم كوسيلة للتحوط من التضخم، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، الذي لا يدر عائدًا.

وبالإضافة إلى الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعات محدودة؛ حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% لتصل إلى 31.81 دولار للأوقية.

وزاد البلاتين بنسبة 0.2% ليصل إلى 1056.15 دولار، وارتفع البلاديوم بنسبة 0.4% ليصل إلى 992.50 دولار.

أداء الذهب في سياق الأسواق المالية

أداء الذهب الحالي يأتي في ظل توقعات متباينة بشأن السياسة النقدية الأمريكية، حيث ينتظر المتداولون إشارات واضحة من تقرير التضخم المرتقب.

هذا الانتظار يعكس حالة من الترقب والحذر في أسواق المعادن النفيسة، التي تتأثر بشكل كبير بتوجهات أسعار الفائدة والسياسات المالية الكبرى.

في السياق الأوسع، تسجل أسعار الذهب تحركات ملحوظة تأثراً بالتغيرات الاقتصادية العالمية وتوقعات السياسات النقدية.

ومع اعتبار الذهب كملاذ آمن في أوقات الاضطرابات الاقتصادية، فإن أي مؤشرات على خفض الفائدة قد تعزز من جاذبيته للمستثمرين.

مستقبل الذهب والتضخم

يبقى السؤال حول مدى تأثير التضخم على أسعار الذهب مفتوحًا، خاصة مع استمرار النقاشات حول السياسات النقدية الأنسب في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.

يتوقع أن يظل الذهب محط أنظار المستثمرين كأداة للتحوط والاستثمار، مع مراقبة مستمرة للتطورات الاقتصادية والسياسية.

بالتالي، فإن استقرار أسعار الذهب اليوم قد يكون مؤقتًا، حيث سيعتمد الاتجاه المستقبلي بشكل كبير على البيانات الاقتصادية القادمة وتوجهات الاحتياطي الفيدرالي.

في الوقت ذاته، تبقى المعادن النفيسة الأخرى كالفصة والبلاتين والبلاديوم في دائرة الضوء، حيث تتأثر أسعارها أيضاً بالمعطيات الاقتصادية ذاتها.

شاركها.