استعادت شركة “أبل” لقبها كأكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم، متفوقة على “مايكروسوفت”، في خطوة تعكس تحسن معنويات المستثمرين حول نمو الشركة ومكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
جاء هذا الإنجاز بعد ارتفاع قوي لسهم “أبل”، بما في ذلك أكبر صعود لمدة ثلاثة أيام متواصلة منذ أغسطس 2020، لتغلق التعاملات برأسمال سوقي قدره 3.285 تريليون دولار، مقارنة بـ3.282 تريليون دولار لصالح “مايكروسوفت”.
سباق الذكاء الاصطناعي
أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذا الإنجاز هو تفاؤل المستثمرين بشأن قدرات “أبل” في مجال الذكاء الاصطناعي.
قال ريس ويليامز، كبير الاستراتيجيين في شركة “وايف كابيتال مانجمنت”، إن هناك اعتقادًا قويًا بأن “أبل” ستكون من الفائزين في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعزز مكانتها في السوق.
أضاف ويليامز: “أفترض أن كلاً من مايكروسوفت وأبل ستتسابقان في هذا المجال، وستشارك إنفيديا أيضًا في المنافسة”.
أداء الأسهم ودوافع النمو
ارتفع سعر سهم “أبل” بنسبة 0.6% يوم الخميس، مواصلاً صعوده للجلسة الثالثة على التوالي.
كما سجل يوم الثلاثاء أكبر نسبة صعود يومي منذ نوفمبر 2022.
أدى هذا الارتفاع إلى زيادة قيمة الشركة السوقية بمقدار 323.9 مليار دولار خلال ثلاث جلسات، وهو ما يعادل قيمة بعض الشركات الكبرى في مؤشر “إس آند بي 500”.
وفي المقابل، ارتفع سهم “مايكروسوفت” بنسبة 0.1% فقط يوم الخميس.
قدرات “أبل” في الذكاء الاصطناعي
كان العرض التقديمي الذي قدمته “أبل” في مؤتمر المطورين العالميين الذي ركز على الذكاء الاصطناعي هو العامل المحفز لصعود سعر السهم.
عزز العرض التقديمي الآمال في أن يدفع العملاء ثمن الجيل التالي من أجهزة “آيفون”، مما يحفز انتعاش النمو الذي طال انتظاره.
انخفضت الإيرادات بنسبة 4.3% في الربع المالي الثاني لشركة “أبل”، وهو الانكماش الخامس في الستة أرباع الماضية.
توقعات المحللين
كتب وامسي موهان، المحلل لدى “بنك أوف أميركا”: “من المرجح أن تؤدي وظائف الذكاء الاصطناعي إلى دفع دورة ترقية متعددة السنوات من الاستبدال الأسرع، والمزيد من التبديل، وزيادة متوسط أسعار البيع.
يمكن لـ ‘أبل إنتليجنس’ أن تقود دورة ترقية كبيرة، كما أن تقديرات الإجماع منخفضة للغاية”.
جاء حدث الذكاء الاصطناعي في أعقاب تقرير ربع سنوي إيجابي في أوائل مايو، عندما أعلنت “أبل” أيضاً عن خطة إعادة شراء أسهم بقيمة 110 مليار دولار، وهو أكبر برنامج إعادة شراء في تاريخ الولايات المتحدة.
تحديات النمو
على الرغم من القوة الأخيرة، فإن المخاوف بشأن النمو حدت من مكاسب “أبل” مقارنة ببقية شركات التكنولوجيا الكبرى.
أدى ارتفاع السهم يوم الخميس إلى دفع مكاسب سهم “أبل” في العام الحالي إلى 11%، أي أقل من المكاسب التي حققها مؤشر “ناسداك 100” البالغة 16%.
الأسهم التي تتمتع بقدرات أكبر في مجال الذكاء الاصطناعي -بما في ذلك “مايكروسوفت” و”أمازون” و”ألفابت” و”ميتا”-تفوقت جميعها على “أبل” هذا العام، وقفز سعر سهم “إنفيديا” بأكثر من 160%.