يشهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً ملحوظاً، حيث يقترب من تسجيل أعلى مستوى له في عام 2024.
يأتي هذا الارتفاع نتيجة لزيادة عوائد سندات الخزانة الأميركية وتوجه المستثمرين نحو العملة الاحتياطية العالمية كملاذ آمن في ظل عدم اليقين السياسي في أوروبا.
ارتفاع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري
يقترب مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري من المستويات المرتفعة التي سجلها آخر مرة في نوفمبر.
وتظهر المؤشرات الفنية أن قيمة الدولار قد تستمر في الزيادة.
فقد ارتفعت العلاوة المدفوعة للتحوط من مكاسب العملة الأميركية مقارنة بانخفاضها مقابل سلة من العملات المماثلة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام.
تأثير عدم اليقين السياسي في أوروبا
صرح رودريجو كاتريل، المحلل لدى “ناشونال أستراليا بنك” (National Australia Bank) في سيدني، بأن “جاذبية الدولار كملاذ آمن يمكن أن تكون حافزاً لارتفاع قيمته بشكل أكبر على المدى القريب”.
وأشار إلى أن حالة عدم اليقين السياسي في فرنسا قد “هدأت” في الوقت الحالي، ولكن الأسواق تظل مستعدة للتفاعل مع الأخبار والأحداث قبل أن تتضح الصورة بالكامل، مما يدعم الدولار خلال الأسابيع المقبلة.
تهديدات بفقدان الزخم
على الرغم من دعوات زعماء الأحزاب اليسارية في فرنسا إلى الوحدة في أول تجمع انتخابي لهم، وعدم وجود قلق لدى مسؤولي البنك المركزي الأوروبي بشأن اضطرابات السوق الأخيرة، يظل المستثمرون في حالة تأهب قصوى.
هذا التأهب ينبع من مخاوف من أي تحول في المعنويات يمكن أن يعزز الاتجاه نحو حيازة الدولار.
توقعات بارتفاع قيمة الدولار
ارتفع الدولار لمدة أربعة أسابيع متتالية، مدعوماً بارتفاع أسعار الفائدة الأميركية والاضطرابات السياسية الأخيرة.
وتجاوز الدولار مستوى الانخفاض خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما يعزز التوقعات بارتفاع قيمته في المستقبل القريب.
رغم الوضع الجيد حالياً للدولار، توجد بعض المخاطر للمستثمرين.
إذا استمرت البيانات الاقتصادية في إظهار علامات تباطؤ أكبر اقتصاد في العالم، فقد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة في وقت أقرب مما تتوقعه الأسواق، مما قد يؤثر سلباً على قيمة الدولار.
مراقبة الأسواق
تماسكت العملة الأميركية في التعاملات الآسيوية يوم الثلاثاء، وتعززت مقابل معظم أقرانها من مجموعة العشرة هذا الشهر باستثناء الفرنك السويسري والكرونا السويدية.
كما سيراقب المتعاملون عن كثب الانتخابات الأميركية المرتقبة، والتي من المتوقع أن تخلق حالة جديدة من عدم اليقين في الأسواق.
التوقعات المستقبلية للدولار
كتب المحللون لدى بنك “جيه بي مورجان تشيس آند كو”، بما فيهم ماركو كولانوفيتش، في مذكرة بحثية، أن “قيمة الدولار ارتفعت بما يتجاوز ما تبرره أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
لذا يمكن أن يضعف على المدى القريب إذا هدأت التقلبات”. ومع ذلك، فإن الانتخابات الأميركية قد تحد من ضعف الدولار في المستقبل القريب.