في خضم تصاعد الحرب التجارية بين الصين وأوروبا، دعت شركات صناعة السيارات الصينية بكين إلى زيادة الرسوم الجمركية على السيارات الأوروبية المستوردة التي تعمل بالبنزين.
تأتي هذه الدعوة رداً على القيود التي فرضتها بروكسل على صادرات السيارات الكهربائية المصنَّعة في الصين، مما يعكس توتراً متزايداً بين الجانبين.
خلفية الصراع
نشرت صحيفة غلوبال تايمز الصينية، المدعومة من الدولة، أنه تم عقد اجتماعاً مغلقاً يوم الثلاثاء في بكين، حضرته شركات سيارات صينية وأوروبية على حد سواء.
دعت خلاله شركات صناعة السيارات الصينية الحكومة إلى تبنّي تدابير مضادة حازمة، من بينها رفع التعريفة المؤقتة على سيارات البنزين ذات المحركات عالية الإزاحة.
ويأتي هذا الاجتماع في أعقاب التعريفات التي أعلنتها بروكسل الأسبوع الماضي لحماية صناعة السيارات الأوروبية من المنافسة الصينية.
ردود الفعل الأوروبية
رداً على هذه التحركات، قالت المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء إنها تبحث الوضع بهدف مناقشة إمكانية إيجاد حل مقبول للطرفين.
يعكس هذا التوجه المتزايد نحو سياسات التجارة الحمائية في الاتحاد الأوروبي، في ظل مخاوف من أن النموذج الاقتصادي الصيني الذي يركز على الإنتاج ويحركه الدين قد يؤدي إلى إغراق السوق الأوروبية بالسلع الرخيصة، بما في ذلك المركبات الكهربائية.
تأثيرات الصادرات
تشير البيانات إلى أن إجمالي صادرات سيارات الركاب بمحركات أكبر من 2.5 لتر من أوروبا إلى الصين بلغ 196 ألف وحدة في عام 2023، بزيادة 11% على أساس سنوي.
ومع ذلك، شهدت الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024 انخفاضاً بنسبة 12% في الصادرات مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغت 44 ألف وحدة.
فيما بلغت قيمة صادرات السيارات من الاتحاد الأوروبي إلى الصين 19.4 مليار يورو (نحو 20.8 مليار دولار) في عام 2023.
في حين اشترى الاتحاد الأوروبي مركبات كهربائية بقيمة 9.7 مليار يورو من الصين. تمثل الصين نحو 30% من مبيعات شركات صناعة السيارات الألمانية.
وتعد ألمانيا أكبر مُصدّر للسيارات ذات المحركات سعة 2.5 لتر أو أكثر، حيث شحنت سيارات بقيمة 1.2 مليار دولار إلى الصين منذ بداية هذا العام.
شركات السيارات المشاركة
ضم الاجتماع ممثلين عن شركات كبرى مثل “إس إيه آي سي” و”بي واي دي” و”بي إم دبليو” وفولكسفاغن وبورشه.
كان الهدف الرئيسي من الاجتماع هو الضغط على أوروبا ومواجهة التعريفات الجمركية الجديدة التي تهدد الصناعة الصينية.
التوقعات المستقبلية
تتجه الأنظار الآن نحو كيفية تعامل الصين وأوروبا مع هذا التصعيد التجاري. سيظل القطاع الصناعي وخاصة قطاع السيارات في كلا الجانبين تحت المجهر، نظراً لأهمية هذه الصناعة في الاقتصاد العالمي.
سيتعين على الدولتين إيجاد توازن بين حماية صناعاتهما الوطنية وتعزيز التعاون التجاري لتجنب آثار سلبية أكبر على الاقتصاد العالمي.