شهدت العملة الأسترالية أداءً قويًا مؤخرًا، متفوقةً على معظم العملات الرئيسية والثانوية في سوق صرف العملات الأجنبية للأسبوع الثاني على التوالي.
يعود هذا الأداء إلى بيانات التضخم الساخن في أستراليا، التي تفرض ضغوطًا على بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) للحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لأطول فترة ممكنة.
الأداء القوي للدولار الأسترالي
بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، ارتفعت الأسعار في أستراليا إلى أعلى مستوياتها هذا العام.
عمل ذلك على زيادة الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الأسترالي.
هذه الزيادات جعلت الأسواق تتخلى تمامًا عن الرهانات على تخفيض أسعار الفائدة الأسترالية هذا العام، مما جعل الدولار الأسترالي أحد أفضل الفرص الاستثمارية حاليًا في سوق الصرف الأجنبي.
الأداء الأسبوعي للعملات الكبرى
أظهرت قائمة العملات الرابحة أن الدولار الأسترالي تصدر القائمة، يليه اليورو والدولار الكندي.
في المقابل، تذيل الين الياباني القائمة للأسبوع الثاني على التوالي، بسبب عدم تدخل السلطات اليابانية لدعم العملة المحلية على الرغم من تراجعها الكبير أمام الدولار الأمريكي.
تفاصيل أداء الدولار الأسترالي
بالنظر إلى تفاصيل أداء الدولار الأسترالي أمام العملات الكبرى خلال الأسبوع الماضي:
ارتفع بنسبة 1.1% أمام الين الياباني، مسجلًا أعلى مستوى له في 17 عامًا.
صعد بنسبة 0.95% مقابل الفرنك السويسري، محققًا أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع.
زاد بنسبة 0.9% مقابل الدولار النيوزيلندي، مسجلًا أعلى مستوى في ستة أسابيع.
أضاف نسبة 0.45% مقابل الدولار الأمريكي، وارتفع بنسبة 0.4% مقابل الجنيه الإسترليني.
زاد بنسبة 0.35% مقابل الدولار الكندي، وصعد بنسبة 0.25% مقابل اليورو، مسجلًا أعلى مستوى في عام.
التضخم في أستراليا وتأثيره
أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية في أستراليا أن مؤشر أسعار المستهلكين السنوي ارتفع بنسبة 4.0% في مايو، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2023، متجاوزًا توقعات السوق.
هذا الارتفاع في التضخم دفع الأسواق إلى التخلي عن الآمال في أي تخفيضات في أسعار الفائدة الأسترالية هذا العام.
آراء وتحليلات
قالت الخبيرة الاقتصادية في بنك إيه إن زد، مادلين دونك، إن بيانات أسعار المستهلكين كانت أعلى من التوقعات.
يدفع بنك الاحتياطي الأسترالي لمراقبة تباطؤ أرقام الخدمات والسلع في النصف الثاني من هذا العام.
وأشار كبير متداولي العملات الأجنبية في كونفيرا، جيمس كنيفتون، إلى أن تجدد الضغوط التضخمية يزيل أي فرصة لخفض أسعار الفائدة هذا العام.
الفائدة الأسترالية
تستبعد الأسواق حاليًا أي رهان تقريبًا على خفض أسعار الفائدة الأسترالية هذا العام.
وقد تؤدي بيانات التضخم الساخنة إلى تحفيز بنك الاحتياطي الأسترالي على رفع أسعار الفائدة.
كشفت محافظ البنك، ميشيل بولوك، أن البنك ناقش رفع أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير.
خسائر الين الياباني
في المقابل، تكبد الين الياباني خسائر واسعة أمام العملات الكبرى، رغم تحذيرات السلطات اليابانية.
قال وزير المالية الياباني، شونيتشي سوزوكي، إن السلطات تراقب التطورات في سوق الصرف الأجنبي بقلق كبير، في ظل الانخفاضات الحادة في قيمة الين.
التدخلات اليابانية
عينت الحكومة اليابانية دبلوماسيًا جديدًا للعملات الأجنبية، أتسوشي ميمورا، ليحل محل كبير دبلوماسيي العملة السابق، ماساتو كاندا.
هذا التغيير يأتي وسط تحذيرات من تدخل محتمل في سوق الصرف لدعم الين الياباني المتعثر.
آراء الخبراء
قال الخبير الاستراتيجي في بنك سنغافورة، موه سيونج سيم، إن الأسواق تتساءل عن الخطوة التالية بعد كسر مستوى 160 ينًا لكل دولار دون تدخل فعلي.
وأضاف رئيس استراتيجية الصرف الأجنبي في البنك الوطني الأسترالي، راي أتريل، أن السوق ليست خائفة بقدر ما كانت قبل تجاوز حاجز 160 ينًا لكل دولار.