تراجع الين الياباني على نطاق واسع في السوق الآسيوية يوم الثلاثاء للمرة الأولى خلال الستة أيام الأخيرة مقابل سلة من العملات العالمية.
تم التخلي عن أعلى مستوى في سبعة أشهر مقابل الدولار الأمريكي.
جاء هذا التراجع نتيجة للنشاط النسبي لعمليات جني الأرباح، ضمن دورة تصحيح هابط على المدى اللحظي.
أداء الأسهم اليابانية
في اليوم السابق، شهدت الأسواق المالية العالمية أجواء متوترة، حيث تسارعت عمليات تفكيك صفقات الكاري ين والاندفاع نحو التخلص من الأصول ذات العائد المرتفع.
أدى إلى انهيار أسواق الأسهم العالمية بسبب المخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
انتعشت الأسهم اليابانية اليوم الثلاثاء بأكثر من 10%، مستردة جزءًا كبيرًا من خسائرها الحادة التي تكبدتها في الجلسة السابقة عندما انخفضت بأكثر من 12%، وهي أكبر خسارة يومية منذ الاثنين الأسود عام 1987.
ضغوط العوائد الأمريكية
انتعاش العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات من أدنى مستوياته في 14 شهرًا يضغط بالسلب أيضًا على مستويات الين الياباني.
تتسع فجوة العوائد بين اليابان والولايات المتحدة.
نظرة سعرية على الين الياباني
ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 1.55% إلى 146.36¥، من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند 144.14¥، وسجل أدنى مستوى عند 143.62¥.
وكان الين الياباني قد أنهى تعاملات الاثنين مرتفعًا بنسبة 1.6% مقابل الدولار الأمريكي، في خامس مكسب يومي على التوالي.
وسجل أعلى مستوى في سبعة أشهر عند 141.68 ينًا لكل دولار.
جاء هذا الارتفاع مع تسارع تصفية صفقات الكاري ين، بالإضافة إلى احتمالات خفض أسعار الفائدة بشكل كبير من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
أجواء التوتر في الأسواق العالمية
سيطرت أجواء شديدة التوتر على معظم الأسواق العالمية خلال تداولات الاثنين.
تسارعت وتيرة خروج المستثمرين من الأصول ذات المخاطر العالية والعائد المرتفع.
كبّد مؤشرات الأسهم العالمية أكبر خسائرها اليومية منذ سنوات عديدة.
جاءت هذه التوترات بسبب:
تسارع تصفية صفقات الكاري ين بعد رفع البنك المركزي الياباني أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008.
توالي البيانات الاقتصادية الضعيفة في الولايات المتحدة التي تشير إلى اتجاه أكبر اقتصاد في العالم نحو الركود بوتيرة أسرع من المتوقع.
أثار مخاوف بشأن احتمالات تأخر مجلس الاحتياطي الفيدرالي في إجراء تخفيضات مبكرة في أسعار الفائدة الأمريكية.
أداء الأسهم اليابانية
انتعشت الأسهم اليابانية بشكل حاد اليوم الثلاثاء، لتعوض جزءًا كبيرًا من خسائرها السابقة.
ارتفع مؤشر نيكي 225 الياباني بأكثر من 10%، بعدما فقد بالأمس نحو 12.4% بأكبر خسارة يومية منذ انهيار الاثنين الأسود عام 1987.
شهدت جميع شركات التداول ذات الوزن الثقيل في اليابان انتعاشات بأكثر من 8%، حيث ارتفع سهم ماروبيني بأكثر من 12%، وقفز سهم مجموعة سوفت بنك بنحو 10%.
عائد السندات الأمريكية
ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات يوم الثلاثاء بأكثر من 1.5 نقطة مئوية، في طريقه صوب تحقيق أول مكسب في غضون التسعة أيام الأخيرة، ضمن عمليات التعافي من أدنى مستوى في 14 شهرًا عند 3.667%.
آراء وتحليلات
قال جيمس أثي، مدير محفظة الدخل الثابت في مارلبورو لإدارة الاستثمار، إن الظروف السابقة كانت مهيأة لتداولات الكاري تريد بالين الياباني، مما جعل خفض قيمة الين متطرفًا.
وأضاف أنه مع تغير تلك الظروف، كما حدث في عام 2008، يمكن أن يكون ارتفاع قيمة الين سريعًا وعدوانيًا.
قال ماسافومي ياماموتو، كبير استراتيجي العملات في ميزوهو للأوراق المالية في طوكيو إن السوق تتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه في سبتمبر، وهو ما يعتقد أنه سيكون مبالغًا فيه.
وأضاف أن الاقتصاد الأمريكي يظهر علامات تباطؤ ولكن ليس بالقدر الذي تتوقعه السوق.
وأوضح أن الزخم في الأمد القريب قد يبقي على عمليات البيع مستمرة، حيث تشير المستويات الفنية أيضًا إلى المزيد من مكاسب الين الياباني.