المنصة الاقتصادية العربية

شهدت الأسواق المالية الأميركية ارتفاعًا في مؤشرات الأسهم بفضل موجة متجددة من عمليات الشراء عند الأسعار المنخفضة، بعد أن تعرضت الأسواق العالمية لعمليات بيع بلغت قيمتها 6.5 تريليون دولار.

 صعود مؤشر “إس آند بي 500”

ارتفعت جميع المجموعات الرئيسية في مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500)، ليغلق المؤشر مرتفعًا بنسبة 1%.

بعد ارتفاع التقلبات في بداية الأسبوع، ظهر المشترون عند الأسعار المنخفضة لاقتناص الصفقات المتبقية بعد الهبوط، مما دفع المؤشرات الرئيسية إلى منطقة “ذروة البيع” من الناحية الفنية.

وفي يوم واحد فقط، سجل “مقياس الخوف” في وول ستريت -VIX- أكبر انخفاض له منذ عام 1990.

انتعاش الأسهم وسط عمليات الشراء

ارتفع سهم “إنفيديا” بنسبة 3.8%، مما قاد مكاسب شركات صناعة الرقائق.

كما صعد مؤشر بلومبرغ “العظماء السبعة” بنسبة 1.2%. وارتفع مؤشر “راسل 2000” للشركات الصغيرة بنسبة 1.2%.

وسجلت أسهم شركة “والت ديزني” ارتفاعًا بفضل خططها لرفع أسعار خدمات البث المباشر الخاصة بها. وارتفعت أسهم “كاتربيلر” وسط توقعات متفائلة.

 تأثير على الأسواق العالمية

مع تراجع الطلب على أصول الملاذات الآمنة، انخفضت سندات الخزانة الأميركية، وساعد ارتفاع العائدات على تسهيل مزاد بقيمة 58 مليار دولار لسندات مدتها ثلاث سنوات.

كما قلص التجار من توقعاتهم بشأن إجراء الاحتياطي الفيدرالي تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة هذا العام، حيث تشير المقايضات إلى نحو 105 نقاط أساس من التيسير النقدي، مقارنة بـ150 نقطة أساس يوم الإثنين.

تصريحات الخبراء

قالت كوينسي كروسبي من “إل بي إل فاينانشال” (LPL Financial): “السوق بأي مقياس في (ذروة البيع) ومن المتوقع أن ترتد لأعلى”.

وأضافت: “السؤال العالق الآن هو ما إذا كانت المخاوف التي دفعت السوق إلى سلسلة من عمليات البيع قد تلاشت. من المتوقع أن تستمر التقلبات”.

وأشار ديفيد دونابيديان من “سي آي بي سي برايفت ويلث” (CIBC Private Wealth) إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يشعر بالقلق بشأن المخاطر النظامية في الأسواق المالية وليس خيبة أمل المستثمرين.

ومن غير المرجح أن يغير مسار عمله بسبب التصحيح الذي تشهده سوق الأسهم.

أداء المؤشرات والسلع

ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” إلى حوالي 5,240 نقطة. وقفزت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 10 نقاط أساس إلى 3.89%.

وانخفضت قيمة الين الياباني بعد ارتفاعها الأخير. وارتفعت قيمة “بتكوين” وانتعش سعر النفط من أدنى مستوى له في سبعة أشهر.

 التصحيح بسوق الأسهم

أدى القلق المتراكم في السوق خلال الأيام القليلة الماضية إلى دفع مؤشر “إس آند بي 500” إلى حافة التصحيح بعد انخفاضه بنسبة 8.5% تقريبًا من أعلى مستوياته.

وعلى الرغم من أن مثل هذه الانخفاضات الحادة في أسعار الأسهم مثيرة للقلق، فإن تتبع البيانات التاريخية يذكرنا بأن الانخفاضات والتراجعات والتصحيحات بنسبة 10% أو أكثر هي جزء طبيعي وصحي من أي سوق صاعدة.

قال جورج سميث من “إل بي إل فاينانشال”: “نعتقد أن مدى شيوع هذه الأحداث يجب أن يوفر الراحة لمستثمري الأسهم، ويسمح لهم بالتحلي بالصبر، والاستمرار في الاستثمار، والأهم من ذلك، عدم الذعر”.

بهذا الانتعاش الأخير، تبدو الأسواق في طريقها لاستعادة بعض الثقة والاستقرار، لكن التوقعات تشير إلى استمرار التقلبات في المدى القريب.

شاركها.