يشهد العالم تغيرًا ملحوظًا في الطلب على المواد، حيث من المتوقع أن يرتفع إجمالي الطلب العالمي على المواد بحوالي 30%، من 9 مليارات طن في عام 2022 إلى أكثر من 12 مليار طن في عام 2050.
يُعزى هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى التوسع الاقتصادي المستمر والنمو السكاني، اللذين سيزيدان من الحاجة إلى مزيد من المواد عبر مختلف القطاعات الاقتصادية.
تعتبر القطاعات الأكثر استهلاكًا لهذه المواد هي تلك التي ناضجة، مثل البناء، والمنتجات الاستهلاكية، والتعبئة، والنقل.
في عام 2022، شكلت هذه القطاعات مجتمعة حوالي 90% من إجمالي الطلب على المواد بالوزن.
وكان قطاع البناء هو الأكبر بين هذه القطاعات، حيث استحوذ وحده على ما يقرب من ثلاثة أرباع جميع المواد المستهلكة في ذلك العام.
وتستمر المواد التقليدية مثل الأسمنت، والخشب، والحديد، والصلب في كونها الأكثر طلبًا على مدار الفترة الزمنية المتوقعة.
تعتبر هذه المواد أساس الاقتصاد العالمي، حيث يتم توجيه الغالبية العظمى منها إلى قطاع البناء.
يستخدم الأسمنت، على سبيل المثال في جميع أنشطة البناء والبنية التحتية تقريبًا، وغالبًا ما يتم تدعيمه بعوارض أو قضبان فولاذية.
على الرغم من أن الطاقة المتجددة والبطاريات تمثل حصة صغيرة من إجمالي المواد من حيث الوزن، إلا أن الطلب عليها سيزداد بشكل ملحوظ بحلول عام 2050، مدفوعًا بالتحول في مجال الطاقة.
يُتوقع أن يسجل قطاع البطاريات معدل نمو سنوي مركب بنسبة 13%، في حين سيشهد قطاع الطاقة المتجددة نموًا سنويًا بنسبة 5% حتى عام 2050.
يتطلب التحول في مجال الطاقة توسعًا كبيرًا في سلاسل القيمة المتعلقة بمواد الطاقة لتحقيق النجاح. مواد البطاريات مثل الليثيوم والمعادن المستخدمة كموصلات كهربائية، مثل النحاس والألمنيوم،
يُتوقع أن تشهد أعلى نمو في العرض مقارنة بمستويات عام 2022. هذه الحاجة المتزايدة مدفوعة بالوتيرة العالية في كهربة النقل البري وأنظمة تخزين الطاقة.
تعتمد جميع تقنيات البطاريات التجارية تقريبًا على تقنيات تعتمد على أيونات الليثيوم، مما يجعل الليثيوم المادة ذات النمو الأعلى المتوقع.
كاثودات بطاريات النيكل والمنجنيز والكوبالت (NMC) ستستمر في زيادة حصص السوق، مما يعزز الحاجة إلى النيكل والكوبالت.
كما أن الجرافيت، المستخدم في أنودات البطاريات وفي العديد من التطبيقات الصناعية، يحافظ على حصته الكاملة تقريبًا في السوق.
يتزايد أيضًا الطلب على النحاس والألمنيوم بسبب استخدامهما كمواصلات كهربائية.
يُستخدم النحاس بشكل أساسي في الكابلات والمعدات الكهربائية والمحركات الكهربائية، وهي جميعها ضرورية لقطاعات التحول في مجال الطاقة مثل المركبات الكهربائية وتخزين الطاقة والطاقة المتجددة.
ومن المتوقع أن يحل الألمنيوم محل النحاس في بعض التطبيقات نظرًا لوزنه الأخف وتكلفته الأقل.
في النهاية، يتوقع أن يؤدي التحول في مجال الطاقة إلى زيادة هائلة في الطلب على بعض المواد الحرجة التي قد لا تتمتع حاليًا بسلاسل قيمة ناضجة.
سيشهد هذا التحول تحديات وفرصًا للحكومات والشركات، حيث سيكون التموضع الصحيح أساسيًا للنجاح في هذا المجال.