في تصريح مثير للاهتمام، أبدى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوسيك، استعداده لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل.
محذرًا من أن التأخير في اتخاذ هذا القرار قد يكون له عواقب سلبية على الاقتصاد الأميركي.
ويأتي هذا التصريح وسط إشارات على تباطؤ سوق العمل، وتراجع في ضغوط الأسعار.
هذا يعزز التوقعات بأن البنك المركزي الأميركي قد يبدأ في تخفيف سياسته النقدية قريبًا.
تحول الموقف وأثره على الأسواق:
أدى تصريح بوسيك إلى تعزيز التوقعات في أسواق العقود الآجلة، حيث يتوقع المتداولون الآن أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بنسبة مئوية كاملة بحلول نهاية عام 2024.
ومن المتوقع أن يحدث هذا التخفيض على الأقل في أحد الاجتماعات الثلاثة المتبقية من العام.
يجتمع بنك الاحتياطي الفيدرالي في منتصف سبتمبر، قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، ثم يجتمع مرة أخرى بعد وقت قصير من التصويت، ويعقد اجتماعه النهائي في ديسمبر.
ويُعد هذا التحرك موضع ترحيب من قبل البيت الأبيض، إلا أنه يظل مثيرًا للجدل سياسيًا، خاصة بعد أن حذر المرشح الجمهوري دونالد ترامب الشهر الماضي من خفض أسعار الفائدة.
التضخم وانعكاساته:
جاء تغير موقف بوسيك بعد أن أظهرت بيانات التضخم لشهر يوليو انخفاضًا ملحوظًا في نمو أسعار المستهلك السنوي إلى أقل من 3 في المائة لأول مرة منذ مارس 2021.
هذا الانخفاض يعد تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالذروة التي تجاوزت 9 في المائة في يونيو 2022.
وأعرب بوسيك عن ثقته في أن هذه الأرقام تشير إلى أن الاقتصاد الأميركي يسير على المسار الصحيح لتحقيق هدف التضخم المستدام بنسبة 2 في المائة.
القلق حول سوق العمل:
على الرغم من أن سوق العمل الأميركي ظلت قوية إلى حد ما، فإن هناك دلائل تشير إلى أن مرونتها بدأت تتلاشى، حيث تباطأ نمو الوظائف وارتفع معدل البطالة للشهر الرابع على التوالي ليصل إلى 4.3 في المائة في يوليو.
وأشار بوسيك إلى أن الشركات في الجنوب الأميركي قد توقفت عن التوظيف بدلاً من اللجوء إلى تسريح العمال، مما يعكس حالة من الترقب والحذر في سوق العمل.
وختم بوسيك حديثه بالإشارة إلى أنه إذا شهد سوق العمل تدهورًا أسرع من المتوقع، فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى اتخاذ خطوات أكثر حزمًا، بما في ذلك خفض الفائدة بنصف نقطة مئوية، وهو إجراء لم يستبعده بوسيك على الإطلاق