خلال الأسابيع القليلة الماضية، شهدت أسواق صرف العملات الأجنبية تقلبات كبيرة أثرت بشكل ملحوظ على توقعات الدولار الأمريكي.
ونتيجة لذلك، قام بنك “جي بي مورجان” بتعديل توقعاته المستقبلية للدولار في ظل هذه التطورات.
في مذكرة بتاريخ 14 أغسطس، أشار محللو البنك إلى أن شهري يوليو وأغسطس سيسجلان كأحد الأشهر الأكثر تقلبًا على المستوى الاقتصادي والسياسي.
وقد يذكران في التاريخ الحديث بسبب الأحداث غير المسبوقة التي شهدها العالم.
على مدار ستة أسابيع، واجه المستثمرون مجموعة من الأحداث الكبرى، بما في ذلك استبدال مرشح رئاسي أمريكي، ومحاولة اغتيال.
بالإضافة إلى ارتفاع غير متوقع في مؤشر الين الياباني بنسبة 10٪ نتيجة تهديدات تجارة الناقلة.
وأيضا تحولات ضخمة في سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، وأكبر ارتفاع يومي في مؤشر التقلبات (VIX) منذ عام 1990.
رغم عدم استقرار الوضع بالكامل، كانت استجابة العملات الأجنبية واضحة بشكل كبير.
ومع ذلك، تشير التوقعات إلى ضعف أداء العملات ذات العوائد المنخفضة، وارتفاع تقلبات الدولار الأمريكي، مما أدى إلى إضعاف قيمته الصافية.
كانت العملات الأجنبية المنقولة هي الأكثر تأثراً بتقلبات السوق، حيث فقدت المكانة المهيمنة التي تمتعت بها على مدار الأشهر الـ12-18 الماضية.
وقد تم محو جزء كبير من العوائد الناتجة عن هذه العملات منذ بداية العام، مع تراجع صفقات المناقلة بنسبة تصل إلى 75%.
أما فيما يتعلق بالدولار الأمريكي، فقد أشار “جي بي مورجان” إلى أن استجابته لهذه الأحداث جاءت بين التوقعات وما يمكن اعتباره مخيبًا للآمال قليلاً.
ورغم ذلك، لا يزال البنك يرى بعض الأسباب التي تدعو للتفاؤل بشأن مستقبل الدولار، مثل البيانات الاقتصادية الأمريكية الجيدة.
وأيضا عدم قوة البيانات الدورية في الغرب بما يكفي لدفع الدولار إلى الهبوط، وتماسك الدولار تاريخياً بعد تقلبات كبيرة.
بالإضافة إلى المخاطر الإيجابية التي قد تنشأ من الانتخابات الأمريكية، والدعم الموسمي للدولار في شهر أغسطس.
بناءً على هذه المعطيات، خفض البنك توقعاته لسعر الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني في الأفق 2024/4 ربع إلى 146 وفي الأفق 2025/2 ربع إلى 144 من 147.
ورغم التعديلات، يظل “جي بي مورجان” متفائلاً بشأن مستقبل الدولار الأمريكي في ظل الظروف الحالية.