شهد سعر صرف الدولار الأمريكي تراجعات ملحوظة مقابل الجنيه المصري، ليهبط إلى ما دون مستوى 49 جنيهًا مع نهاية تعاملات يوم الاثنين.
يأتي هذا التراجع بعد أن كان الدولار قد ارتفع في الأسبوع السابق إلى 49.55 جنيه، مما يعكس تذبذبًا في سعر الصرف وسط ظروف اقتصادية محلية وإقليمية معقدة.
تزامنت التغيرات في سعر الصرف مع إصدار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرارًا بتجديد تكليف حسن السيد حسن عبد الله قائمًا بأعمال محافظ البنك المركزي المصري لمدة عام إضافي اعتبارًا من 18 أغسطس 2024.
يعكس هذا القرار استمرار الثقة في قيادة عبد الله للبنك المركزي في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد.
وفي هذا السياق، أشار نعمان خالد، المحلل الاقتصادي في إدارة البحوث الاقتصادية ببنك الكويت الوطني، إلى أن منطقة الشرق الأوسط شهدت توترات متزايدة في الأسابيع الأخيرة.
يؤثر ذلك على الاقتصاد المصري والدول المجاورة.
وأوضح أن المستثمرين الأجانب سحبوا استثماراتهم من أدوات الدين المحلية في مصر على مدار 8 جلسات متتالية.
يعتبر هذا سلوك ليس بجديد، إذ تعرف هذه الاستثمارات بالأموال الساخنة التي تتحرك بسرعة استجابة للتغيرات في الأسواق.
بالرغم من هذه التحركات، شهدت عوائد أدوات الدين المحلية ارتفاعًا، ما عكس مرونة سعر الصرف في مصر خلال أول اختبار حقيقي للبنك المركزي بعد هذه التوترات.
تحرك الجنيه المصري من مستوى 47 جنيهًا للدولار إلى حوالي 50 جنيهًا، مما يُظهر أهمية تحركات البنك المركزي في استقرار السوق المحلية خلال موجة تخارج الأجانب.
أظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن الاستثمارات الأجنبية في أذون الخزانة المصرية ارتفعت بنحو ملياري دولار خلال شهر مايو، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 37.45 مليار دولار.
هذه الاستثمارات معروفة بالأموال الساخنة، وهي استثمارات تدخل السوق بسرعة وتخرج منه بنفس السرعة بناءً على تحركات السوق العالمية والمحلية.
تزامن هذا مع تصريحات رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي حول موجة البيع العالمية التي شهدتها الأسواق في 4 أغسطس.
أشار إلى أن نسبة الأموال الساخنة التي خرجت من مصر خلال هذه الموجة تراوحت بين 7% و8%.
وعلى صعيد آخر، شهدت تكلفة التأمين على الديون السيادية لمصر تراجعًا إلى 6.57% لأجل 5 سنوات مع نهاية تداولات الجمعة الماضية، مقارنة بـ7.34% في 7 أغسطس.
يعكس هذا التراجع التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما قد يسهم في استقرار الأوضاع الاقتصادية في مصر.
ختامًا، سجل الدولار الأمريكي أدنى مستوى له أمام الجنيه المصري في تعاملات اليوم، حيث بلغ 48.88 جنيهًا للشراء و48.98 جنيهًا للبيع لدى بنك التنمية الصناعية.
وفي البنك المركزي المصري، استقر الدولار عند مستوى 48.7159 جنيهًا للشراء و48.8531 جنيهًا للبيع، مما يعكس استمرار قوة الجنيه في وجه التحديات الاقتصادية الحالية.