المنصة الاقتصادية العربية

يواجه الدولار الأميركي ضغوطًا كبيرة مع تزايد توقعات المتداولين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة قريبًا.

يدفعهم  لبناء مراكزهم في عقود الخيارات استعدادًا لمزيد من الانخفاض في قيمة الدولار.

توضح مؤشرات انعكاسات المخاطر على سلة من العملات الرئيسية المرتبطة بالدولار أن المتداولين يراهنون على انخفاض الدولار خلال الأسابيع المقبلة مقارنة برهاناتهم على ارتفاعه.

هذا التوجه يعكس التوقعات بأن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، سيقدم مبررات قوية لخفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع السنوي للبنك المركزي في جاكسون هول.

وفي ظل انخفاض مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 1.6% حتى الآن في أغسطس، والذي سجّل أدنى مستوى له في خمسة أشهر، يبدو أن المتداولين يتوقعون استمرار هذا الاتجاه.

يعود جزء كبير من هذا الانخفاض إلى التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة بمقدار 25 نقطة أساس على الأقل الشهر المقبل.

ومع كون الولايات المتحدة من بين الدول التي تتمتع بأعلى معدلات الفائدة، فإن أي تخفيض في هذه المعدلات سيقلل من الفارق مع العملات الأخرى.

يعزز ذلك من قيمة العملات غير المرتبطة بالدولار.

يأتي هذا في وقت يستعد فيه الفيدرالي لعقد اجتماعه السنوي في جاكسون هول، والذي سيركز هذا العام على أسواق العمل وإعادة تقييم فعالية السياسة النقدية.

ومن المتوقع أن يشير باول خلال هذا الاجتماع إلى احتمالية خفض الفائدة في سبتمبر، خاصة في ظل البيانات الاقتصادية الأخيرة التي تشير إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع التضخم.

ومع ذلك، يظل باول ملتزمًا باتباع نهج حذر، حيث يؤكد على أهمية الاعتماد على البيانات لتحديد الخطوات المقبلة.

ويتوقع بنك غولدمان ساكس أن يكون خطاب باول وتصريحاته خلال المؤتمر مؤشراً رئيسياً لاتجاه سياسة الفيدرالي على المدى القريب، وتأثيرها على الأسواق المالية والتوقعات الاقتصادية العالمية.

في النهاية، يبدو أن الاحتياطي الفيدرالي مستعد للتحرك بسرعة إذا تدهورت الأوضاع الاقتصادية، ولكنه سيظل متجنبًا لأي تيسير نقدي شديد دون وجود بيانات إضافية تدعم ذلك.

ومع اقتراب اجتماع جاكسون هول، ستكون الأسواق المالية على أهبة الاستعداد لاستيعاب أي إشارات من الفيدرالي حول مستقبل السياسة النقدية واتجاهات الاقتصاد العالمي.

شاركها.