تشهد الأسواق النفطية تغيرات جذرية، حيث بدأ الانتشار السريع للسيارات الكهربائية في الصين يؤثر بشكل ملحوظ على سوق النفط العالمية.
مع توقعات بانخفاض سعر خام برنت إلى 68 دولاراً للبرميل في عام 2025، تظهر مؤشرات تراجع الطلب على النفط في ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
ضعف الطلب الصيني على النفط
شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا هذا العام، حيث انخفض كل من النفط الخام الأمريكي وبرنت بنسب تقارب 14% و13.4% على التوالي منذ ذروتهما في أبريل الماضي.
بالرغم من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، إلا أن ضعف الطلب في الصين، نتيجة زيادة السيارات الكهربائية، أثر بشكل كبير على السوق.
ارتفع الطلب على النفط في الصين بمقدار 200 ألف برميل يوميًا في النصف الأول من عام 2024، وهو ما يقل كثيرًا عن معدلات النمو المعتادة في السنوات السابقة.
ومن المتوقع أن يشهد الطلب على النفط في الصين ذروته في عام 2025، قبل أن يبدأ في الانخفاض بشكل أكبر.
تأثير السيارات الكهربائية على سوق النفط
تشهد الصين، التي تعتبر أكبر مستورد للنفط الخام عالميًا، تحولًا تاريخيًا في قطاع السيارات.
لأول مرة، تجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة تلك التي تعمل بالغاز.
أدى إلى انخفاض الطلب على النفط بنحو 500 ألف برميل يوميًا في النصف الأول من عام 2024.
ومن المتوقع أن تستمر هذه التحولات في التأثير على السوق.
يتوقع أن تبلغ حصة المركبات الكهربائية والهجينة حوالي 50% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة في الصين.
هذا التغيير يؤكد تراجع الاعتماد على النفط في قطاع النقل، مع زيادة استخدام الغاز الطبيعي المسال في الشاحنات.
الآفاق المستقبلية لسوق النفط
مع استمرار هذه التوجهات، يصبح من المرجح أن يشهد سوق النفط العالمي تغييرات جوهرية.
يتوقع بنك أوف أميركا أن يتباطأ الطلب العالمي على البنزين بشكل ملحوظ، مما يضع ضغوطًا إضافية على أسعار النفط.
ومع تباطؤ نمو الطلب إلى 150 ألف برميل يوميًا في عام 2025، يصبح من الواضح أن السيارات الكهربائية ليست مجرد ظاهرة عابرة.
هي عامل رئيسي سيعيد تشكيل أسواق الطاقة في المستقبل القريب.
في الختام، يبدو أن تحول الصين نحو السيارات الكهربائية سيحدث تأثيرًا طويل الأمد على سوق النفط العالمي.
مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذه الصناعة وأهمية الاستثمارات فيها.