في خضم الضغوطات السياسية المتزايدة والتوترات المستمرة، يتمسك الصديق الكبير، محافظ البنك المركزي الليبي، بمركزه في مواجهة محاولات الإطاحة به، ما يُعَمّق الصراع القائم منذ أكثر من أسبوع بين الفصائل المتنافسة حول السيطرة على عائدات النفط الهائلة في ليبيا، الدولة العضو في منظمة “أوبك”.
خلفية الصراع:
الصديق الكبير، الذي يُعد من أبرز الشخصيات المالية في ليبيا، يواجه ضغوطات كبيرة من السلطات في العاصمة طرابلس التي تسعى لاستبداله.
هذه الضغوط بلغت ذروتها مع تقديم الكبير اليوم الأحد شكوى إلى النائب العام الليبي، في خطوة يتم النظر إليها على أنها محاولة أخيرة لوقف اقتحام مقر البنك المركزي من قِبَل القوى التي تسعى للسيطرة عليه.
البنك المركزي: ساحة جديدة للصراع
البنك المركزي الليبي أصبح مؤخرًا محورًا جديدًا للصراع على النفوذ في ليبيا.
الدولة الواقعة في شمال أفريقيا والتي تعاني من الاضطرابات المستمرة منذ الإطاحة بالزعيم معمر القذافي في عام 2011، تجد نفسها اليوم منقسمة بين حكومتين متنافستين في الشرق والغرب، وتتصارع القوى المختلفة للسيطرة على الموارد الاقتصادية للدولة، وعلى رأسها عائدات النفط.
محاولة استبدال المحافظ:
العلاقات المتدهورة بين الكبير ورئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبد الحميد دبيبة، كانت تتدهور بشكل متزايد على مدار العام الماضي.
هذا التدهور بلغ ذروته في 18 أغسطس عندما أصدر دبيبة قرارًا باستبدال محافظ البنك المركزي، متهمًا الكبير بسوء إدارة الأموال العامة.
لكن الكبير رد بأن هذه الخطوة غير شرعية، وحصل على دعم من قوى الشرق، مما زاد من التوترات بين الإدارات المتنافسة في ليبيا.
هذا الصراع يهدد بتقويض اتفاق 2020 الذي تم التوصل إليه بوساطة الأمم المتحدة، والذي كان يهدف إلى إعادة توحيد ليبيا بعد سنوات من الحرب والاضطراب.
ومع استمرار الانقسام السياسي والاقتصادي، تبقى ليبيا في حالة من عدم الاستقرار، مما يُلقي بظلال من الشك على مستقبل أكبر احتياطات نفطية في أفريقيا.