في خطوة قد تكون لها تداعيات كبيرة على الأسواق المالية العالمية، أعلن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أن تخفيضات أسعار الفائدة ستبدأ الشهر المقبل.
أثار ذلك رهانات كبيرة بين تجار السندات حول حجم هذا التخفيض الأول والمسار المحتمل للتيسير النقدي في المستقبل.
أشار باول إلى أن الوقت قد حان لخفض أسعار الفائدة القياسية التي وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال العقدين الماضيين.
ورغم أنه لم يكشف عن تفاصيل دقيقة حول حجم التخفيض أو مسار التيسير، فقد أوضح أن التقدم في مكافحة التضخم قد شجع هذه الخطوة.
مضيفًا أن صحة سوق العمل ستكون تحت المراقبة لتحديد توقيت اتخاذ المزيد من الإجراءات.
وقد انعكست تصريحات باول على الأسواق المالية بشكل فوري، حيث انخفضت عائدات سندات الخزانة الأميركية وتراجع الدولار.
في حين ارتفعت مؤشرات الأسهم، مما يعكس تفاؤل المستثمرين بقدرتهم على تحمل المخاطر.
الأسواق بحاجة إلى استيعاب الخطاب
قال جاك ماكنتاير، مدير محفظة في “براندواين غلوبال إنفستمنت مانجمنت”، إن الأسواق تحتاج إلى استيعاب خطاب باول والتذكير بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال يعتمد بشكل كبير على البيانات الاقتصادية.
وأضاف أن البيانات المستقبلية يجب أن تدعم هذا النهج المتساهل.
التوتر في الشرق الأوسط
مع ذلك، جاءت تصريحات باول قبل اندلاع التوتر في الشرق الأوسط، حيث هاجمت إسرائيل مواقع “حزب الله” في جنوب لبنان، مما أدى إلى تصاعد التوترات في المنطقة.
من المتوقع أن يؤثر هذا الاضطراب على خطط التجار عند فتح الأسواق في آسيا يوم الإثنين، خاصة فيما يتعلق بالطلب على الملاذات الآمنة مثل سندات الخزانة والدولار.
الدولار وتجارة الفائدة
مع قرب بدء تخفيض أسعار الفائدة، بدأ المتداولون في زيادة رهاناتهم على خفض بمقدار نصف نقطة مئوية في سبتمبر.
وأصبح الدولار الضعيف بشكل متزايد العملة المفضلة لموجة جديدة من تجارة الفائدة، التي تتضمن رهانات محفوفة بالمخاطر بأموال مقترضة.
في ظل تقدم سندات الخزانة بعد خطاب باول، انخفضت عائدات جميع الاستحقاقات.
وأنهى سعر الفائدة القياسي لمدة 10 سنوات اليوم عند 3.8%، بانخفاض 8 نقاط أساس على مدار الأسبوع.
هذه المكاسب أضافت إلى العائدات الإيجابية للديون الحكومية الأميركية هذا الشهر، مما يعزز الثقة في استقرار الأسواق في الفترة المقبلة.