المنصة الاقتصادية العربية

تشهد أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً مع بداية الأسبوع الأخير من شهر أغسطس، إذ واصلت مكاسبها مدعومة بعوامل جيوسياسية واقتصادية.

فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.5% لتصل إلى 79.39 دولار للبرميل، بينما صعدت العقود الآجلة للخام الأميركي بنفس النسبة لتبلغ 75.19 دولار للبرميل.

هذا الارتفاع جاء على خلفية التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، حيث شهدت المنطقة واحدة من أكبر الاشتباكات عبر الحدود منذ أشهر.

فقد أطلقت جماعة حزب الله اللبنانية مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، التي ردت بقصف أهداف في لبنان باستخدام حوالي 100 طائرة.

أثار ذلك مخاوف من تحول القتال إلى حرب واسعة قد تشمل أطرافًا دولية كإيران والولايات المتحدة.

وبحسب محلل السوق توني سيكامور، فإن الضربة الاستباقية التي شنتها إسرائيل على لبنان قد تساهم في استمرار ارتفاع أسعار النفط.

مشيراً إلى أن خام غرب تكساس الوسيط قد يواصل انتعاشه ليصل إلى مستويات أعلى.

إلى جانب ذلك، يعزز توقع تخفيض أسعار الفائدة الأميركية التوقعات الاقتصادية العالمية، ما يزيد من احتمالية ارتفاع الطلب على الوقود.

فقد ارتفع النفط يوم الجمعة بنسبة تزيد عن 2% بعد تصريحات رئيس الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة قريباً.

رغم أن هذه المكاسب لم تعوض خسائر الأسبوع السابق التي نجمت عن توقعات اقتصادية ضعيفة.

وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الطاقة الأميركية يوم الجمعة أنها اشترت نحو 2.5 مليون برميل من النفط لتعزيز الاحتياطي البترولي الاستراتيجي.

كما أشار تقرير لشركة بيكر هيوز إلى أن عدد منصات النفط العاملة في الولايات المتحدة ظل ثابتًا عند 483 منصة، مما يعكس استقرارًا نسبيًا في أنشطة الحفر.

على صعيد آخر، واصل الدولار تراجعه أمام الين الياباني، مما قد يكون له تأثيرات على الاقتصاد الأميركي وأداء الأسواق المالية.

في المجمل، تعكس هذه التطورات تداخل العوامل الجيوسياسية والاقتصادية في تحديد مسار أسعار النفط.

يظل السوق تحت تأثير مستمر من التوترات في الشرق الأوسط وتوقعات السياسات النقدية العالمية.

شاركها.