شهدت الليرة التركية تراجعًا حادًا أمام الدولار الأمريكي، مسجلة أدنى مستوياتها التاريخية عند 34 ليرة مقابل الدولار، بعد انتشار شائعات عن استقالة وزير الخزانة والمالية، محمد شيمشك.
هذا الانخفاض يمثل تراجعًا يزيد عن 12% منذ بداية العام، وهو ما أثار قلق الأسواق المالية التركية.
تأثير الشائعات على الأسواق
انتشرت الشائعات عبر منصات التواصل الاجتماعي، مدعيةً أن شيمشك استقال بسبب خلافات حول السياسات الاقتصادية الحكومية، خصوصًا فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة وتبني سياسة نقدية أكثر تشددًا.
هذه الأخبار غير المؤكدة أثارت ردود فعل سريعة في السوق، مما أدى إلى تراجع حاد في بورصة إسطنبول.
استجابت هيئة أسواق المال التركية بسرعة، معلنة عن بدء تحقيقات في هذه المنشورات التي أثرت على استقرار السوق وتسببت في خسائر للمستثمرين.
نفي الشائعات ورد الفعل الاقتصادي
في محاولة لتهدئة الأوضاع، نفى محمد شيمشك الشائعات عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا) مساء الجمعة، مؤكدًا أنه لم يستقل وأن الأخبار المتداولة غير صحيحة.
ورغم نفيه، كان الضرر قد وقع بالفعل، حيث قفز الدولار إلى مستويات غير مسبوقة أمام الليرة.
وأوضح الخبراء الماليون أن هذه الشائعات كانت أحد العوامل الرئيسية التي زادت من القلق حول استقرار الاقتصاد التركي في ظل التحديات الاقتصادية الحالية.
التحديات الاقتصادية والآفاق المستقبلية
منذ توليه مسؤولية الاستراتيجية الاقتصادية لتركيا في منتصف عام 2023، سعى شيمشك إلى الابتعاد عن السياسات الاقتصادية غير التقليدية التي كانت تركز على النمو على حساب استقرار الأسعار.
وكان سعر الدولار حوالي 33.12 ليرة في منتصف أغسطس، بينما وصلت أسعار الفائدة إلى 50%.
رغم ذلك، يعاني الاقتصاد التركي من تحديات كبيرة، منها التضخم المرتفع وضعف العملة.
تأثيرات اقتصادية واسعة
لم يكن التأثير الاقتصادي لانخفاض الليرة مقتصرًا على الأسواق المالية فقط، بل امتد ليشمل قطاعات أخرى.
على سبيل المثال، شهد قطاع السياحة في تركيا نموًا إيجابيًا، حيث زاد عدد الزوار الأجانب بنسبة 8% في الأشهر السبعة الأولى من العام، ليصل إلى أكثر من 28 مليون زائر.
العديد من هؤلاء السياح استفادوا من قوة عملاتهم المحلية مقابل الليرة الضعيفة، مما أسهم في إنعاش هذا القطاع.
الوضع الحالي للعملة والذهب
في تعاملات اليوم، تراجعت الليرة أمام الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% لتصل إلى 34.03 ليرة.
كما سجل اليورو مستوى 38.02 ليرة بزيادة 0.19% خلال اليوم.
وسجل غرام الذهب المقوم بالعملة التركية مستوى 2750 ليرة، مما يعكس الضغوط الاقتصادية المستمرة التي تواجهها تركيا.
تظل الأنظار مركزة على التطورات المستقبلية في السياسة الاقتصادية التركية وتأثيراتها على الليرة والأسواق المالية بشكل عام.