المنصة الاقتصادية العربية

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا في السوق الأوروبية يوم الثلاثاء، مواصلاً مكاسبه لليوم الثاني على التوالي، بعد تعافيه من أدنى مستوياته في 13 شهرًا.

هذا الانتعاش جاء مدفوعًا بعدة عوامل، أبرزها الزيادة في العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات.

بالإضافة إلى التصريحات العدوانية من أحد مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، التي قلصت من احتمالات خفض كبير في أسعار الفائدة الأمريكية خلال اجتماع سبتمبر المقبل.

تعافي الدولار واستمرار الصعود

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة تزيد عن 0.1% ليصل إلى مستوى 100.93 نقطة، بعد أن كان عند مستوى افتتاح تعاملات اليوم 100.82 نقطة.

وسجل الدولار الأمريكي أدنى مستوى له عند 100.74 نقطة.

وسبق للمؤشر أن أنهى تعاملات يوم الاثنين بارتفاع بنسبة 0.2% بعد عمليات شراء من مستويات منخفضة، حيث كان قد سجل أدنى مستوى له في 13 شهرًا عند 100.53 نقطة.

دور عوائد السندات الأمريكية

تزامن ارتفاع الدولار مع صعود العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بنسبة 0.55 نقطة مئوية، في إشارة إلى تحسن الثقة في الاقتصاد الأمريكي.

هذا الارتفاع في العوائد جاء بعد تصريحات من ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو.

أشارت ماري إلى أن خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في سبتمبر هو السيناريو الأكثر احتمالًا، ما خفض من التوقعات بخفض أكبر في أسعار الفائدة.

إعادة تقييم التوقعات الاقتصادية

بعد تصريحات دالي، شهدت الأسواق تحولات في توقعات خفض أسعار الفائدة.

وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “CME”، تراجعت احتمالات خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر من 38% إلى 28%.

وارتفعت احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من 62% إلى 72%.

ترقب البيانات الاقتصادية

يركز المستثمرون حاليًا على البيانات الاقتصادية القادمة من الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن تؤثر على تسعير العقود الآجلة للفائدة.

تتجه الأنظار إلى مؤشر أسعار المنازل الأمريكية المتوقع صدوره في الساعة 14:00 بتوقيت جرينتش.

ومن المتوقع أن يظهر زيادة بنسبة 6.2% في يونيو مقارنة بزيادة 6.8% في مايو.

كما سيصدر مؤشر “CB” لثقة المستهلك الأمريكي في الساعة 15:00 بتوقيت جرينتش، مع توقعات بارتفاعه إلى 100.9 نقطة في أغسطس مقارنة بـ 100.3 نقطة في يوليو.

توقعات الأداء المستقبلي للدولار

من المتوقع أن تساهم البيانات الاقتصادية الإيجابية في تقليص احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر.

هذا يدعم استمرار تعافي الدولار الأمريكي.

إذا جاءت البيانات بما يتماشى مع التوقعات أو أفضل منها، فإن الدولار قد يستمر في مساره الصعودي، مما يعزز من جاذبيته كعملة استثمارية رئيسية في السوق العالمية.

شاركها.