المنصة الاقتصادية العربية

شهد سوق البيتكوين تحولات ملحوظة خلال العام الماضي، حيث تأثرت الأصول الرقمية بشكل كبير بتقلبات الأسعار.

أدى ذلك إلى انعكاسه بشكل مباشر على عدد العناوين التي تحتوي على ما لا يقل عن مليون دولار من البيتكوين.

هذه التحولات تسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين ارتفاع الأسعار وزيادة عدد العناوين المليونيرة، وكذلك الانخفاضات التي تصاحب تصحيحات السوق.

نمو عدد العناوين المليونيرة مع ارتفاع أسعار البيتكوين

في أوائل عام 2024، مع استقرار سعر البيتكوين بالقرب من 40,000 دولار، كان عدد العناوين التي تحتوي على ما لا يقل عن مليون دولار أقل من 100,000.

ولكن مع الصعود الكبير للبيتكوين ووصوله إلى أكثر من 70,000 دولار بحلول مارس 2024، قفز عدد هذه العناوين إلى أكثر من 120,000.

يعكس الثقة المتزايدة في السوق وتوسع قاعدة المستثمرين ذوي الحيازات الكبيرة.

التقلبات والانخفاضات في منتصف العام

ومع ذلك، لم يدم هذا الارتفاع طويلًا. بحلول منتصف العام، بدأ السوق في التراجع، حيث واجهت البيتكوين ضغوطًا هبوطية أدت إلى انخفاض سعرها إلى أقل من 60,000 دولار.

نتيجة لذلك، انخفض عدد العناوين المليونيرة إلى حوالي 100,000، مما يشير إلى أن المستثمرين الكبار ليسوا بمنأى عن تقلبات السوق، بل يتأثرون بها بشكل مباشر.

التاريخ يعيد نفسه: نمط متكرر

هذه التقلبات لم تكن جديدة على سوق البيتكوين. فقد شهدت فترات صعودية سابقة، مثل تلك التي حدثت في عام 2021 عندما ارتفع سعر البيتكوين إلى ما يقرب من 65,000 دولار، زيادة في عدد العناوين المليونيرة، حيث تجاوزت 110,000 عنوان.

ولكن مع التصحيحات اللاحقة، مثل تلك التي حدثت في 2018 و2022، شهد السوق انخفاضًا حادًا في عدد هذه العناوين.

الدورة الطبيعية لسوق البيتكوين

تُظهر هذه الاتجاهات على مر السنين نمطًا دوريًا حيث يتوسع عدد العناوين ذات القيمة العالية خلال الأسواق الصاعدة ويتقلص خلال فترات الركود.

هذا النمط يعكس الطبيعة الدورية لسلوك سوق البيتكوين.

حيث تكون الأسواق الصاعدة فرصة لجني الأرباح وتحقيق مكاسب كبيرة، بينما تجلب الأسواق الهابطة فترات من التصحيح والاستقرار.

تراجع واسع في سوق العملات الرقمية

يتزامن هذا مع انخفاض أوسع نطاقًا في سوق العملات الرقمية، حيث شهدت البيتكوين انخفاضًا حادًا بنسبة تزيد عن 6%، وهو أكبر انخفاض لها منذ 5 أغسطس.

في الوقت ذاته، تراجعت إيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة، بأكثر من 7% قبل أن تقلص جزءًا من الخسائر.

تزامن هذا التراجع مع تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، التي أشار فيها إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة، مما أثر بشكل كبير على السوق.

وفقًا للمحلل توني سيكامور من شركة “آي جي” أستراليا، فإن سياسة الاحتياطي الفيدرالي في حماية الأصول جعلت تراجع البيتكوين إلى ما دون متوسط سعرها المتحرك لمدة 200 يوم أمرًا مقلقًا.

النظرة المستقبلية: تأثير نتائج إنفيديا على السوق

ينتظر المتداولون بشغف نتائج شركة إنفيديا، التي تُعتبر مؤشراً هامًا لقطاع الذكاء الاصطناعي.

من المتوقع أن تؤثر هذه النتائج على شهية المستثمرين للاستثمارات الأكثر مخاطرة، بما في ذلك البيتكوين.

ومن المرجح أن تسهم في تحديد اتجاه السوق في الفترة المقبلة.

شاركها.