المنصة الاقتصادية العربية

ظهرت في الآونة الأخيرة اتهامات حول قيام منصة “بينانس” بتجميد أصول مستخدمين فلسطينيين بناءً على طلب من الحكومة الإسرائيلية.

تستند هذه الادعاءات إلى وثيقة يُزعم أنها صادرة عن الحكومة الإسرائيلية.

تشير إلى أمر استيلاء إداري وفقًا لقانون مكافحة الإرهاب.

وتوضح الوثيقة أن الأموال المصادرة كانت مرتبطة بمنظمات تم تصنيفها كمنظمات إرهابية، وذلك بموافقة من وزير الدفاع الإسرائيلي.

 ردود الفعل من “بينانس”

رد ريتشارد تينغ، الرئيس التنفيذي لشركة “بينانس”، على هذه المخاوف المتعلقة بتجميد الحسابات الفلسطينية.

واصفًا التقارير بأنها “FUD” (اختصار يشير إلى الخوف وعدم اليقين والشك).

ومع ذلك، فإن منصة التشفير اتخذت مؤخرًا إجراءً بتجميد حسابات فلسطينية معينة استجابة لأمر من السلطات الإسرائيلية، دون أن تأخذ بعين الاعتبار الرواية الفلسطينية.

زعمت الحكومة الإسرائيلية أن هذه الحسابات كانت يتم استخدامها لتمويل منظمات تعتبرها “كيانات إرهابية”.

في حين لم يتم إجراء تحقيق شامل في هذه المزاعم، ولم تُعطَ فرصة للجانب الفلسطيني للرد.

التدقيق الحكومي على الأصول الرقمية

تتزايد مراقبة الحكومات للأصول الرقمية كأدوات محتملة لتمويل أنشطة تهدد الأمن القومي، مما ينفي الصفة اللامركزية للعملات الرقمية.

في هذا السياق، تواجه منصات مثل “بينانس” تعقيدات في البيئة التنظيمية، مع ضغوط متزايدة لتطبيق تدابير قوية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

بالإضافة إلى الحفاظ على مخاوف الخصوصية لدى المستخدمين.

رد تينغ يعكس محاولة “بينانس” للحفاظ على مكانتها في السوق وسط هذه التحديات.

من خلال تقديم تجميد الحسابات كإجراء امتثال عادي، تسعى المنصة إلى طمأنة قاعدة مستخدميها والحفاظ على سمعتها.

 الروايات المضادة

تصريحات الرئيس التنفيذي تهدف إلى مواجهة الروايات التي تشير إلى أن “بينانس” قد تستهدف المستخدمين الفلسطينيين بشكل غير عادل.

وأكد تينغ أن تصرفات المنصة تأتي كجزء من جهود الامتثال العالمية وتطبق بالتساوي في جميع الدول.

ويُعتبر أمر إسرائيل بتجميد هذه الحسابات جزءًا من مبادرة أوسع لتعطيل الشبكات المالية التي يُزعم أنها تدعم الإرهاب.

على الرغم من عدم ذكر “بينانس” بالاسم في الوثيقة، إلا أن المجتمع الرقمي أبدى غضبًا كبيرًا.

علق راي يوسف، الرئيس التنفيذي السابق لشركة “Paxful” والرئيس الحالي لسوق “Noone App”، بأن هناك تجميدًا فعليًا للحسابات.

تفاقمت المخاوف بعد ظهور فيديو من خدمة عملاء “بينانس” يؤكد أن تجميد حساب أحد المستخدمين الفلسطينيين تم بناءً على طلب من إنفاذ القانون الإسرائيلي.

وقد أدى ذلك إلى زيادة الدعوات للمنصة لتوضيح موقفها وسط تصاعد عدم الثقة.

التاريخ والتوجهات المستقبلية

تاريخيًا، تعاونت “بينانس” مع السلطات الإسرائيلية، بما في ذلك الاستيلاء على حسابات مرتبطة بحركة حماس.

لكن الاتهامات الحالية قد تدفع المستخدمين نحو منصات لامركزية أو الابتعاد عن “بينانس”.

يعزز الشعار المعروف في عالم التشفير: “إذا لم تكن مفاتيحك بحوزتك، فعملاتك ليست لك.”

شاركها.