المنصة الاقتصادية العربية

كان سبتمبر دائمًا شهرًا مثيرًا للقلق بالنسبة لمستثمري الذهب، حيث اعتاد المعدن النفيس على تسجيل تراجع في هذا الشهر منذ عام 2017.

بمتوسط انخفاض بلغ 3.2%، يعتبر سبتمبر الشهر الأضعف أداءً في السنة بالنسبة للذهب.

ورغم تحقيق الذهب مكاسب كبيرة هذا العام، حيث ارتفع بنسبة 22% منذ بداية العام، لا يزال السؤال قائماً: هل سيواصل سعر الذهب ارتفاعه في سبتمبر أم سيتراجع كالعادة؟

هذا النمط الضعيف لأداء الذهب في سبتمبر لا يقتصر فقط على المعدن النفيس، بل يمتد أيضًا إلى الأسهم الأمريكية.

يُعتبر سبتمبر الشهر الأضعف أداءً لمؤشر “إس آند بي 500” خلال العقد الماضي بمتوسط تراجع تجاوز 1.5%.

على الرغم من هذا النمط الموسمي، لا يمكن الاعتماد على هذا الاتجاه كقاعدة ثابتة.

فقد شهد سعر الذهب ارتفاعًا فعليًا في بعض السنوات خلال شهر سبتمبر على مدار الثلاثة عقود الماضية.

أحد التفسيرات لهذا الضعف الأخير هو قيام المتداولين بشراء الذهب خلال الصيف، عندما تكون الأسواق متقلبة بشكل أكبر، ليعودوا ويبيعوه في سبتمبر بعد عودتهم من إجازاتهم.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

من بين العوامل التي قد تؤثر على أسعار الذهب هذا الشهر، حجم تخفيض الفائدة المتوقع من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

يتوقع البعض أن يقوم الفيدرالي بتيسير سياسته النقدية قريبًا، ما قد يدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.

كما أن قوة الدولار في شهر سبتمبر قد تلعب دورًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب.

عادةً ما يكون سبتمبر أقوى شهر للدولار، مما يعني أن المتداولين الذين يستخدمون عملات أخرى قد يجدون أنفسهم قادرين على شراء كمية أقل من الذهب بأموالهم.

هل يستطيع الذهب كسر القاعدة؟

رغم أن الذهب قد استفاد من التوترات الجيوسياسية وزيادة الطلب عليه كملاذ آمن، لا يزال هناك تساؤل حول ما إذا كانت هذه العوامل كافية لكسر الاتجاه الموسمي الضعيف للذهب في سبتمبر.

قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في “ساكسو بنك”: “تشير العوامل الموسمية إلى أن شهر سبتمبر قد يكون حافلاً بالتحديات”.

هذا التصريح يعكس حالة الترقب التي يعيشها المستثمرون، بانتظار رؤية ما إذا كان الذهب قادرًا على مواصلة زخم صعوده أو سيتراجع تحت ضغط العوامل الموسمية.

شاركها.