شهد اليورو تراجعًا ملحوظًا في الأسواق الأوروبية يوم الاثنين مقابل سلة من العملات العالمية، مستمرًا في التحرك السلبي لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الأمريكي.
هذا الانخفاض يعزى بشكل رئيسي إلى تلاشي آمال تقلص فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة.
تأثير بيانات التضخم على اليورو
أدت بيانات التضخم الأخيرة الصادرة عن منطقة اليورو إلى رفع احتمالات قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة الأوروبية بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع سبتمبر الجاري.
في المقابل، جاءت تعليقات عدوانية من بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
أدى ذلك إلى تقليص احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنفس النسبة في وقت لاحق من الشهر.
نظرة سعرية على أداء اليورو
سجل اليورو تراجعًا بنسبة 0.3% مقابل الدولار الأمريكي، حيث بلغ سعر الصرف (1.1046$) بعد أن كان سعر الافتتاح (1.1083$)، مع أعلى مستوى وصل إليه خلال التداولات عند (1.1091$).
وفي يوم الجمعة السابق، أنهى اليورو تعاملاته بخسارة 0.25%، بعد أن كان قد سجل أعلى مستوى له خلال أسبوع عند 1.1155 دولارًا.
ورغم التراجع اليومي، إلا أن العملة الأوروبية حققت مكاسب بنسبة 0.35% خلال الأسبوع المنقضي، بفضل التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية في وقت لاحق من العام.
سياسة الفائدة الأوروبية
قام البنك المركزي الأوروبي بالفعل بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يونيو الماضي.
ومن المتوقع أن يتبع ذلك خفض آخر بنفس النسبة في سبتمبر الجاري نتيجة للتباطؤ في نمو الأسعار واقتراب التضخم من الهدف المحدد على المدى المتوسط.
ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن قرارات السياسة النقدية في الاجتماعات القادمة قد تكون أكثر تعقيدًا، حيث يواجه اقتصاد منطقة اليورو تحديات جديدة.
سياسة الفائدة الأمريكية
في الولايات المتحدة، أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، إلى أن الوقت قد حان لخفض أسعار الفائدة.
ولم يبدِ ذلك حماسًا لخوض خفض كبير بمقدار 50 نقطة أساس.
ومع استقرار الاقتصاد وتراجع التضخم نحو 2%، يمكن للبنك الفيدرالي تقليص القيود تدريجيًا على سياسته النقدية.
وفقًا لأداة “فيد ووتش”، تراجعت احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر من 59% إلى 31%.
وارتفعت احتمالات الخفض بمقدار 25 نقطة أساس إلى 69%.
وسيكون لبيانات التضخم الأمريكية المنتظرة لهذا الأسبوع تأثير كبير على تسعير تلك الاحتمالات.
فجوة أسعار الفائدة وتأثيرها
تبلغ فجوة أسعار الفائدة الحالية بين أوروبا والولايات المتحدة 125 نقطة أساس لصالح الدولار الأمريكي.
ومع توقعات الخفض في كلا الجانبين، من المحتمل أن تظل هذه الفجوة دون تغيير خلال سبتمبر.
وقد تتقلص إلى 100 نقطة أساس إذا خفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، مما قد يدعم اليورو ويعزز ارتفاعه مجددًا مقابل الدولار.