المنصة الاقتصادية العربية

شهد اليورو خلال الأيام الأخيرة انتعاشًا طفيفًا في الأسواق الأوروبية، حيث ارتفع مقابل الدولار الأمريكي بعد أن وصل إلى أدنى مستوياته منذ 26 شهرًا.

ومع ذلك، يبقى الضغط على العملة الأوروبية قويًا نتيجة التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي، مما يعزز فجوة أسعار الفائدة لصالح الدولار الأمريكي.

 

الأداء السعري لليورو

ارتفع اليورو يوم الثلاثاء بنسبة 0.3% ليصل إلى 1.0277 دولار مقارنة بسعر افتتاح التعاملات عند 1.0244 دولار.

ورغم هذا التعافي، لا تزال العملة تواجه ضغوطًا كبيرة، حيث سجلت أدنى مستوى لها في أكثر من عامين عند 1.0177 دولار خلال تعاملات الاثنين الماضي.

 

السياسات النقدية وتأثيرها

 

1. الفائدة الأوروبية

تشير توقعات الأسواق إلى احتمال قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقبل يومي 29 و30 يناير.

تأتي هذه التوقعات رغم الارتفاع الطفيف في معدلات التضخم الأوروبية خلال ديسمبر، حيث تعتبر الأسواق هذا الارتفاع طبيعيًا بعد فترة من التراجع نحو الهدف المتوسط للبنك المركزي.

تسعير احتمالات خفض الفائدة الأوروبية مستقر حاليًا عند 60%.

 

2. الفائدة الأمريكية

تشير أداة “فيد ووتش” إلى أن احتمالات خفض الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في يناير ضئيلة جدًا، عند 3%، بينما تظل احتمالات الإبقاء على الفائدة دون تغيير مرتفعة بنسبة 97%.

المستثمرون يترقبون بيانات التضخم الأمريكية، بما في ذلك أسعار المنتجين والمستهلكين، لتحديد اتجاه السياسة النقدية المقبلة.

 

فجوة أسعار الفائدة

تبلغ الفجوة الحالية بين أسعار الفائدة في أوروبا والولايات المتحدة 135 نقطة أساس لصالح الفائدة الأمريكية.

ومع التوقعات بخفض الفائدة الأوروبية، قد تتسع هذه الفجوة إلى 160 نقطة أساس، مما سيزيد الضغط على سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي.

 

توقعات المستقبل

وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة “رويترز”، يتوقع العديد من محللي العملات أن يصل اليورو إلى مستوى التعادل مع الدولار خلال النصف الأول من العام الجاري.

ويرى المحللون أن الأسواق قد استوعبت بالفعل جزءًا كبيرًا من السلبيات المرتبطة باليورو، مما يضع العملة تحت مزيد من الضغط إذا تأكدت التوقعات بخفض الفائدة.

شاركها.