المنصة الاقتصادية العربية

مقدمة

تواجه إيران ضغوطًا اقتصادية هائلة نتيجة للعقوبات الأمريكية التي فرضت عليها خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترمب.

ومع ذلك، يسعى المسؤولون الإيرانيون لتطوير العلاقات التجارية مع الدول المجاورة كاستراتيجية لتعزيز الاقتصاد.

في هذا المقال، نستعرض تصريحات وزير المالية الإيراني، عبد الناصر همتي، حول التجارة مع الدول المحيطة، ونحلل تأثير العقوبات على الاقتصاد الإيراني.

 

حجم التجارة مع الدول المجاورة

أفاد وزير المالية الإيراني أن حجم التجارة مع الدول المحيطة يبلغ أكثر من 150 مليار دولار.

يأتي هذا الرقم في وقت تسعى فيه إيران لتعزيز علاقاتها الاقتصادية بعد أن واجهت العديد من العقوبات.

بالاضافة إلى أن هذه التجارة تمثل فرصة لطهران لتجاوز الضغوط الاقتصادية، حيث تعكس قدرة البلاد على التكيف مع التحديات.

 

نمو الصادرات غير النفطية

أوضح همتي أن الصادرات غير النفطية شهدت نموًا ملحوظًا بنسبة 18%.

هذا النمو يعكس قدرة إيران على تنويع مصادر دخلها وتقليل اعتمادها على النفط، الذي تعرض لضغوط شديدة نتيجة للعقوبات.

علاوة على ذلك يعتبر هذا التوجه خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة الاقتصادية.

 

السياسات الأمريكية وتأثيرها

تستمر إدارة ترمب في ممارسة سياسة “الضغط الأقصى” ضد إيران، حيث تتضمن هذه السياسة إعادة فرض العقوبات الصارمة.

والجدير بالذكر أن هذا الضغط يهدف إلى تقليل صادرات النفط الإيراني إلى أدنى مستوياتها، مما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الإيراني.

 

استهداف الصين

تستهدف الإدارة الأمريكية أيضًا مشتريات الصين من النفط الإيراني، مما يزيد من تعقيد الوضع.

تعتمد إيران بشكل كبير على الصين كوجهة رئيسية لصادراتها النفطية، لذا فإن أي تقليص في هذه الصادرات سيؤدي إلى تفاقم الأزمات المالية.

 

استراتيجيات جديدة للتعاون

بسبب الضغوط الأمريكية، تسعى إيران إلى استكشاف طرق جديدة للتعاون مع الدول المجاورة.

يشير همتي إلى أهمية تجمعات مثل “بريكس” ومذكرات التفاهم الثنائية كوسائل لتعزيز الروابط الاقتصادية.

يهدف هذا التعاون إلى تحسين مرونة الاقتصاد الإيراني وزيادة الاستدامة في المنطقة.

 

مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة

أقيم مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة، الذي جمع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية وصناع السياسات.

ناقش المؤتمر التحديات الاقتصادية والفرص المتاحة للدول الناشئة، مما يعكس أهمية التعاون الإقليمي في مواجهة الضغوط العالمية.

 

تجربة إيران مع العقوبات

تستند إيران إلى تجربة سابقة مع العقوبات خلال إدارة ترمب الأولى، حيث يقول همتي إن الجمهورية الإسلامية استخدمت استراتيجيات متعددة لتجنب تأثير العقوبات على الاقتصاد.

على الرغم من الضغوط، حققت إيران تقدمًا في صادراتها النفطية، لا سيما إلى الصين، حيث زادت الصادرات بنحو مليون برميل يوميًا.

 

السيناريوهات المستقبلية

يتطلع همتي إلى تنفيذ سيناريوهات متعددة لمواجهة القيود والعقوبات.

يعتقد أن هناك طرقًا فعالة للتعامل مع الوضع الحالي، ويعمل على تنفيذها بنجاح.

هذه السيناريوهات تشمل تحسين العلاقات التجارية والاستفادة من الفرص الإقليمية.

 

الخاتمة

في ظل العقوبات الأمريكية، تسعى إيران إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع الدول المجاورة كاستراتيجية للبقاء والنمو.

من خلال تنويع صادراتها وزيادة التعاون الاقتصادي، تأمل إيران في تجاوز الضغوط وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

تظل التحديات قائمة، ولكن إرادة المسؤولين الإيرانيين واضحة في السعي نحو مستقبل أفضل.

شاركها.